مقال 2
نظمت مؤسسة الإبداع للثقافة والفنون والآداب اليوم بصنعاء ندوة ثقافية حول ” الخطاب النقدي الحديث ماله وما عليه “وذلك في إطار برنامج منتدى الإبداع الثقافي للعام الجاري.
وفي الندوة تحدت الكاتب والناقد علوان الجيلاني حول تهميش المبدعين وما تعانيه الكتابات الابداعية من غياب وتجاهل ،منتقدا الأحكام الجزافية المرتجلة التي تنتجها المقايل الثقافية والتي قال “بأنها تشوه الإبداع لأنها تحكم عليه من منطق النميمة لا من منطلق القراءة الحقيقية الواعية المتكئة على ثقافة واسعة والتي تبتغي الإنصاف وإضاءة النصوص الإبداعية لا إضاعتها”.
وأشار الجيلاني إلى اهمية النقد الأدبي ودوره في تشكيل المشهد الثقافي والإبداعي ،واشتغال كثير من الأدباء والكتاب نحو الكتابة في مجال السياسية التي سرقة عشرات الأقلام الإبداعية التي كانت بمثابة مشاريع اقلام نقدية وإبداعية واعدة.
وحث الجيلاني الكتاب والنقاد على مواصلة الكتابة والاحتفاء بالتجارب الإبداعية، بعدم الاكتفاء بالقراءة الأفقية للنصوص الإبداعية،والاهتمام بالقراءة المتفحصة والعميقة وإعطاء الكتابات الأدبية والإبداعية حقها في النقد دون ظلم أو بخس، والنظر بعين الناقد المعاين لا بعين المعايير.
وتحدث الكاتب عبد الرقيب الوصابي حول اشكالية النقد في اليمن وبعض الفجوات التي تحول دون موازاة خطاب النقد الأكاديمي لسيرورة الخطاب الإبداعي، وتطرق الى النقد الصحفي موضحا أهميته في التعريف بالتجارب الإبداعية وخلق فرص للتفاعل الدائم بين المبدع والمتلقي.
فيما تطرق الباحث والكاتب صلاح الأصبحي الى غياب النقد في اليمن وجذوره المتأصلة منذ بدأت حركة الإحياء الشعري في الثلاثينيات مع تقهقر النقد المصاحب له، مشيرا إلى أن النقد مع تطوره منذ السبعينيات لم يحدث نهضة ابداعية وظل خارج اهتمام المثقف اليمني وذلك لغياب العلاقة الحميمية بين النقد والإبداع، وعدم الإهتمام المؤسسي بالعملية النقدية.
بدورها مسؤول ملتقى الإبداع الثقافي الاعلامية أسيا ثابت أشارت إلى أهمية النقد ودوره في تشكيل فعل ثقافي نقدي حقيقي ينعش المشهد الإبداعي في اليمن، منوهة بأن النقد مثل أهم نقاط التحول والتجدد في مسار حياة الشعوب وتاريخها.
اثريت الندوة التي حضرها عدد من الأدباء والكتاب بالعديد من المداخلات والنقاشات المستفيضة.